كانت البلاد التونسية طيلة قرون عدة منارة مشعة للدين الإسلامي بالبلاد العربية والإفريقية وساهمت بشكل كبير في نشر المذهب المالكي في هذه الربوع بفضل جامع الزيتونة الذي لعب دورا رياديا في نشر الوسطية والاعتدال ونبذ التعصب والتطرف
لكن مع إقامة النظام البورقيبي تم إلغاء جامعة الزيتونة وتم تهميش علماءها في إطار مشروع تغريبي باسم الحداثة والتقدم
وتمت مواصلة هذا الإقصاء طيلة عهد بن علي والذي تم فيه الإمعان والتفنن في المشروع التغريبي
ونتج عن ذلك اليوم غياب تام لمرجعية دينية يوثق فيها
واقتصر الدور لدى علماء الدين على الترويج والتطبيل للنظام القائم والالتزام بخياراته حتى وإن كانت منافية لجوهر الدين
ونتج عن هذا انعدام للثقة لدى الشباب التونسي في كل من يتكلم باسم الدين في البلاد التونسية وتوجهوا إلى القنوات الفضائية المشرقية ونتج عن ذلك ظهور وانتشار لتيارات لم تكن معروفة في بلادنا مثل السلفية والشيعة
كل هذا بسبب غياب مرجعية دينية تونسية نابعة من الواقع التونسي وتاريخه ومجتمعه
وبعد ثورة 14 جانفي 2011 التي أطاحت بالنظام الاستبدادي وفتحت الباب لعصر الحرية في البلاد التونسية علينا أن نؤسس لإعادة بناء مرجعية دينية قوية تكون مرجعا للشباب التونسي خاصة.
لكن كيف ?
هذا هو السؤال المهم سنحاول الإجابة عنه لاحقا إن شاء الله.
لكن كيف ?
هذا هو السؤال المهم سنحاول الإجابة عنه لاحقا إن شاء الله.
سيدي الكريم، رغم هذه السنين الطوال من محاولات لطمس الدين أو اضهاره بثوب التخلف، إلا أن نور الله باق. قال تعالى : ( يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولوكره الكافرون ، هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ) الصف /7ء9 .
ردحذفأما تخوفك من السلفية فلا أرى له مبرر لأن فكره قائم على القرآن والسنة النبوية، وهي مدرسة فكرية سنية تدعو إلى العودة إلى "نهج السلف الصالح"
[ مصطلح السلف الصالح هو تعبير يُراد به المسلمون الأوائل من الصحابة والتابعين وتابعي التابعين. الذين عاشوا في القرون الثلاثة الأولى من الإسلام، جاء الثناء عليها عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في قوله:
«خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يأتي من بعد ذلك أناس يشهدون ولا يستشهدون، ويخونون ولا يؤتمنون، ويكون فيهم الكذب.[5]» ]
كما أُكْبِرُ فيك حرصك على عودة المناره السلامية بجامع الزيتونة، عسى الله أن يردنا للحق ردا جميلا