لا يخفى على أحد في تونس أن الصحف التونسية في عهد بن على كانت في غالبها من الصحف المطبلة أي التي تمجد وتمدح النظام وتسعى بمناسبة وبغير مناسبة في تلميع صورته وتقدمه على أنه نظام لا مثيل له في الديموقراطية وحماية الحريات وحقوق الإنسان وفي الآن نفسه كانت لا تدخر جهدا في نعت المعارضين للنظام بأبشع النعوت والوصول أحيانا للتشهير والقذف
و كان لهذه الصحف التي تدعي أنها مستقلة الدور الكبير والمشاركة الفعالة في دعم الاستبداد والطغيان الذي عانت منه تونس طيلة أكثر من عقدين تحت حكم الطاغية وبن علي وعائلته وأصهاره من بني الطرابلسي
وبعد سقوط الطاغية وفراره لبلد الحرمين الشريفين في 14 جانفي 2011 يتواصل صدور هذه الجرائد بإمضاء نفس الصحفيين الذين كانوا بالأمس القريب يمجدون بن علي ويطبلون له وصاروا اليوم أول من يشهر باستبداده وظلمه
ومما يزيد الطين بلة أن أمثال هؤلاء الصحفيين صاروا من الممجدين والمادحين للحاكمين الجدد كمثل إحدى الجرائد التي تصف نفسها بالمستقلة في عددها الصادر يوم 27 جوان 2011 والذي تمدح فيه خصائل الوزير الأول الباجي قائد السبسي وتقدمه لنا في أزهى صورة على أنه منقذ تونس من غمتها عاملين بالمثل القائل الله ينصر من صبح
ولسائل أن يتساءل كيف يمكن للتونسي حتى وإن كان لا يفقه في السياسة أن يثق في نزاهة هؤلاء الصحافيين الذين باعوا ضمائرهم بأبخس الأثمان
ونتساءل أيضا هل يستطيع أمثال هولاء الصحافيين النظر إلى وجوههم في المرآة
ونتساءل أيضا هل يستطيع أمثال هولاء الصحافيين النظر إلى وجوههم في المرآة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق