الثلاثاء، 5 يوليو 2011

كيف نثق في هؤلاء


شاهدت على إحدى القنوات التلفزية التونسية الخاصة حوارا مع محمد جغام الذي شغل مناصب وزارية مثل وزارة السياحة ووزارة الداخلية في عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي
وأجاب جغام عن سؤال حول التعذيب الذي كان يمارس في فترة توليه وزارة الداخلية بأنه كان لا يعلم بذلك وأن مسؤولية الأمن لم تكن من مشمولات مسؤوليته
وللعلم فإن محمد جغام قد أسس حزبا سياسيا بعد سقوط بن علي سماه حزب الوطن وهو يقوم بحملة انتخابية للمشاركة في انتخابات المجلس التأسيسي ويقوم بحشد الـتأييد لمزيد كسب الأنصار
ولسائل أن يتسائل عن مدى الوقاحة والاستخفاف بالشعب التونسي الذي وصل إليه البعض من رموز النظام السابق والذين يواصلون تضليلهم وأكاذيبهم من أجل الوصول مجددا إلى سدة الحكم وخدمة مصالحهم ومصالح رؤوس الأموال التي تمولهم ضاربين عرض الحائط بمشاكل الشعب
فكيف لأحد كان يشغل وزير داخلية أن لا يعلم بما يجري من تعذيب فحتى لو سلمنا جدلا أنه صادق في قوله فهو حتما مجرد بيدق مأمور لا شخصية له ولا يستحق أن يقود حزبا
سياسيا ويترشح للإنتخابات
وقد قام مرافقو محمد جغام بضرب وتعنيف مواطن تونسي أصيل مدينة مساكن ومقيم بنيس الفرنسية في اجتماع لجغام بنيس وذلك عندما قام بالاحتجاج على سحب المصدح من أحد الحاضرين الذي سأل جغام حول مسؤوليته عن التعذيب عندما كان يشغل خطة وزير داخلية في زمن المخلوع بن علي
انظر التفاصيل في هذا الرابط

وخاتمة القول مسكينة أنت يا تونس كم قاسيت ولا تزالين
 

الاثنين، 27 يونيو 2011

الجرائد التونسية المطبلة


لا يخفى على أحد في تونس أن الصحف التونسية في عهد بن على كانت في غالبها من الصحف المطبلة أي التي تمجد وتمدح النظام وتسعى بمناسبة وبغير مناسبة في تلميع صورته وتقدمه على أنه نظام لا مثيل له في الديموقراطية وحماية الحريات وحقوق الإنسان وفي الآن نفسه كانت لا تدخر جهدا في نعت المعارضين للنظام بأبشع النعوت والوصول أحيانا للتشهير والقذف

و كان لهذه الصحف التي تدعي أنها مستقلة الدور الكبير والمشاركة الفعالة في  دعم الاستبداد والطغيان الذي عانت منه تونس طيلة أكثر من عقدين تحت حكم الطاغية وبن علي وعائلته وأصهاره من بني الطرابلسي
 وبعد سقوط الطاغية وفراره لبلد الحرمين الشريفين في 14 جانفي 2011 يتواصل صدور هذه الجرائد بإمضاء نفس الصحفيين الذين كانوا بالأمس القريب يمجدون بن علي ويطبلون له وصاروا اليوم أول من يشهر باستبداده وظلمه


ومما يزيد الطين بلة أن أمثال هؤلاء الصحفيين صاروا من الممجدين والمادحين للحاكمين الجدد كمثل  إحدى الجرائد التي تصف نفسها بالمستقلة في عددها الصادر يوم 27 جوان 2011 والذي تمدح فيه خصائل الوزير الأول الباجي قائد السبسي وتقدمه لنا في أزهى صورة على أنه منقذ تونس من غمتها عاملين بالمثل القائل الله ينصر من صبح
ولسائل أن يتساءل كيف يمكن للتونسي حتى وإن كان لا يفقه في السياسة أن يثق في نزاهة هؤلاء الصحافيين الذين باعوا ضمائرهم بأبخس الأثمان
ونتساءل أيضا هل يستطيع أمثال هولاء الصحافيين النظر إلى وجوههم في المرآة

الاثنين، 21 مارس 2011

المرجعية الدينية في تونس

كانت البلاد التونسية طيلة قرون عدة منارة مشعة للدين الإسلامي بالبلاد العربية والإفريقية وساهمت بشكل كبير في نشر المذهب المالكي في هذه الربوع بفضل جامع الزيتونة الذي لعب دورا رياديا في نشر الوسطية والاعتدال ونبذ التعصب والتطرف
لكن مع إقامة النظام البورقيبي تم إلغاء جامعة الزيتونة وتم تهميش علماءها في إطار مشروع تغريبي باسم الحداثة والتقدم
 
وتمت مواصلة هذا الإقصاء طيلة عهد بن علي والذي تم فيه الإمعان والتفنن في المشروع التغريبي
ونتج عن ذلك اليوم غياب تام لمرجعية دينية يوثق فيها
واقتصر الدور لدى علماء الدين على الترويج والتطبيل للنظام القائم والالتزام بخياراته حتى وإن كانت منافية لجوهر الدين
ونتج عن هذا انعدام للثقة لدى الشباب التونسي في كل من يتكلم باسم الدين في البلاد التونسية وتوجهوا إلى القنوات الفضائية المشرقية ونتج عن ذلك ظهور وانتشار لتيارات لم تكن معروفة في بلادنا مثل السلفية والشيعة
كل هذا بسبب غياب مرجعية دينية تونسية نابعة من الواقع التونسي وتاريخه ومجتمعه
وبعد ثورة 14 جانفي 2011 التي أطاحت بالنظام الاستبدادي وفتحت الباب لعصر الحرية في البلاد التونسية علينا أن نؤسس لإعادة بناء مرجعية دينية قوية تكون مرجعا للشباب التونسي خاصة.
  لكن كيف ?
 هذا هو السؤال المهم سنحاول الإجابة عنه لاحقا إن شاء الله.


دراسة السلالات البشرية عن طريق الحمض النووي

دراسة السلالات البشرية عن طريق الحمض النووي

بفضل تقدم التقنيات التي تمكن من تحليل الحمض النووي ظهرت منذ عقد ونيف دراسات وبحوث علمية عدة تبحث في تاريخ السلالات البشرية وتنقلاتها
وتنقسم مجالات البحث إلى ثلاثة أنواع أو أقسام
أولا البحث في السلالات الذكورية أو الأبوية عن طريق تحليل وتتبع الطفرات والترددات القصيرة في الحمض النووي لصبغي ي أو واي الموروث حصريا من الأب
ثانيا البحث في السلالات الأنثوية عن طريق تحليل وتتبع الطفرات الموجودة في الحمض النووي للميتوكوندريا الموروثة حصريا من الأم
ثالثا تحليل أقصى قدر ممكن من الأماكن والطفرات الموجودة في كل الصبغيات الجسمية والجنسية والاعتماد على ذلك في البحث في الموروث المشترك والمقارنات بين النتائج من أجل استخلاص المكونات أو الخصائص الجينية المشتركة لبعض الشعوب أو القباشل البشرية


السلالات الذكورية
تم تقسيم السلالات البشرية إلى 20 سلالة ذكورية كبرى تنقسم كل سلالة منها إلى فروع وكل فرع إلى فروع أخرى حتى الوصول إلى أقصى قدر من التقسيم تم التوصل إليه لحد الآن
وكل سلالة وكل فرع يختص بجد مشترك وتاريخ ومجال جغرافي معين
وفيما يلي لمحة عن السلالات البشرية الحالية
السلالة أ  Haplogroup A  


من أقدم السلالت الذكورية والمنتمين إليه يمكن أن تكون بينهم مسافات جينية أو جد مشترك بعيد جدا قد يتجاوز 50000 سنة وذلك نظرا لقلة الطفرات المعروفة داخل هذه السلالة والتي تمكن من تقسيم أكثر دقة
موجودة حصريا في إفريقيا جنوب الصحراء وخاصة الخويسان والبوشيمان وهناك فروع منها موجودة في شمال إفريقيا والشرق الأوسط
السلالة ب  Haplogroup B
موجود حصريا في إفريقيا جنوب الصحراء وقد يتواجد خارجها لكن بصفة عشوائية


السلالة ت  Haplogroup C

 تمثل أول سلالة خرجت من إفريقيا عمرها حوالي 60000 سنة موجودة في مونغوليا وبولونيزيا والهند وآسيا الوسطى  وأستراليا والهند ويعتقد أنها سلالة جنكيز خان


السلالة ث Haplogroup D


موجودة في القارة الآسيوية وعمرها حوالي60000 سنة
السلالة ج  Haplogroup E


من أكثر السلالت تنوعا موجودة في شمال إفريقيا وجنوب الصحراء والجزيرة العربية وأوربا وخاصة البلقان وكل منطقة تختص بفرع أو فروع معينة
يعتقد أن هذه السلالة نشأت في منطقة الصحراء الكبرى قبل تصحرها
السلالة ح Haplogroup F


هذا الفرع هو أب حوالي 90 بالمائة من السلالات البشرية الحالية وتتفرع منه السلالة الآتي ذكرها


السلالة خ Haplogroup G

موجودة في عدة مناطق في أوربا والشرق الأوسط وآسيا وسمال أفريقيا
السلالة د Haplogroup H
موجودة خاصة في جنوب آسيا
السلالة ذ Haplogroup I
موجودة خاصة في شمال أوربا وبعض مناطق جنوبها والشرق الأوسط وبنسب قليلة جدا خارجها
السلالة ر Haplogroup J
موجودة خاصة بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب أوربا وبعض المناطق بالهند وآسيا
السلالة ز Haplogroup K
موجوديا خاصة بجنوب آسيا والمحيط الهادي وأستراليا
السلالة س Haplogroup L
موجودة بالهند والشرق الأوسط وبعض المناطق المحيطة بها
السلالة ش Haplogroup M
موجودة بغرب غينيا الجديدة
السلالة ص Haplogroup N
موجودة بجنوب شرقي آسيا
السلالة ض Haplogroup O
موجودة بشرقي آسيا
السلالة ظ Haplogroup P
أوربا وشرقي آسيا والقارة الأمريكية
السلالة ط Haplogroup Q
القارة الأمريكية وبعض مناطق شرقي آسيا
السلالة ق Haplogroup R
أوربا والهند والشرق الأوسط وشمال أفريقيا وبعض المناطق جنوب الصحراء
السلالة ف Haplogroup S
جنوب المحيط الهادي بابوا وغينيا الجديدة وأندونيسيا
السلالة هاء Haplogroup T
موجودة في عدة مناطق في العالم إفريقيا وآسيا وأوربا
 

اللائيكية والحوار المغلوط

يلاحظ هذه الأيام التركيز الواضح والقوي على موضوع اللائيكية في تونس والفصل بين الدين والدولة وذلك في وسائل الإعلام وخاصة قناة نسمة وحتى القناة الوطنية بطرحها السؤال حول الفصل بين الدين والدولة على رؤساء الأحزاب. وأنا لا أدعي أني مقدم للحل الفصل والنهائي في هذه المسألة لكن هي مساهمة مني من أجل فتح باب الحوار الهادف في هذا الموضوع
الملاحظة الأولى هي اختيار هذا التوقيت بالذات بعد ثورة 14 جانفي 2011 التي أطاحت بالدكتاتور بن علي والتي تمثل ركوبا على الحدث  قد يكون الغرض منها إعطاء الانطباع  للمتلقي الخارجي بأن من أهداف هذه الثورة إقامة نظام لائيكي بينما هناك مواضيع عاجلة يتوجب التركيز عليها وهي الخروج بالاقتصاد التونسي من عنق الزجاجة وتشغيل العاطلين عن العمل
 وأود الملاحظة أيضا أن هذه المسألة المطروحة ماكان لها أن تطرح بهذا الشكل لأن أغلبية التونسيين مسلمون ويتوجب طرح المسألة في إطار ديني إسلامي وليس في إطار لا ديني أو غربي كما هو الحال الآن ويلاحظ كذلك طرح الموضوع بسطحية مفرطة حتى من رؤساء الأحزاب الذين لا يخوضون في تفاصيل الفصل بين الدين والدولة وتبعاته على مستوى الحياة الاجتماعية والتعليم والثقافة والساسة
ثانيا مسألة اللائيكية أتت لأوربا نتيجة لتسلط الكنيسة على الشعوب ولم تشهد بلادنا التونسية في كل مراحل تاريخها أي تسلط باسم الدين الإسلامي بل العكس هو الصحيح حيث مورس الاستبداد والقهر على كل الحركات الإصلاحية والتجديدية الدينية
ثالثا الدين الإسلامي دين حياة ودولة وحياة عامة وليس مقصورا على الشأن الخاص أو العبادات كما يراد الترويج له هذه الأيام في تونس ومن التعسف على الإسلام فصله عن الحياة العامة
وأرى أن نساهم في إنشاء حوار وطني جاد تشارك فيه كل الأطياف الفكرية المتخصصة في هذا المجال و يكون موجها للشباب خاصة من أجل رفع الالتباس وإزالة المغالطات ومن أجل توضيح ماهو ثابت وماهو متحول ومن أجل إعادة قراءة لتاريخنا الديني والسياسي والفكري والإسهام في الحركة التجديدية ومن أجل الرفع من مستوى الحوار والنقاش وتجنب السطحية القاتلة والتركيز على العنواين والشعارات دون فقه التفاصيل والتبعات