الخميس، 16 أغسطس 2018

أصول سكان مدينة مساكن بتونس من خلال الحمض النووي

باب لمنزل تقليدي بمدينة مساكن

أصول سكان مساكن حسب الموروث المتداول


  مدينة مساكن في الساحل الشرقي للبلاد التونسية تعتبر من أهم المدن التونسية نظرا لأهميتها الاقتصادية ولثقلها الديموغرافي
 وكانت رابع مدينة من حيث تعداد السكان في  أواخر القرن التاسع عشر حسب   الإحصائيات السكانية قبل انتصاب الحماية الفرنسية وتأتي في الترتيب بعد تونس ثم صفاقس ثم القيروان وقبل مدينة سوسة مركز الولاية

تعتبر غالب المصادر المتداولة أن النواة الاولى لمدينة مساكن التونسية أسسها رجال خمسة وهم أربعة إخوة وابن أخيهم أسس كل منهم قصرا في القرن الرابع عشر ميلادي
وذلك في عهد الدولة الحفصية وتقول هذه المصادر أن هؤلاء المؤسسين ينحدرون من سلالة الحسين بن علي بن أبي طالب
 وتتداول مشجرة للأنساب تلحقهم بذرية موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب
وورد ذكر هذا النسب في كتاب الدرر السنية في أخبار السلالة الإدريسية لعلي السنوسي طبع في القاهرة سنة 1930
وكذلك في كتاب سلسلة الأصول في أخبار سلالة الرسول للقاضي محمد بن عبد الله الشارف حشلاف قاضي الجلفة بالجزائر طبع بالمطبعة التونسية نهج البلاط سنة 1929
وورد هذا النسب في مشجرات نسب تمتلكها بعض العائلات في مساكن وهي مشهود بصحتها من طرف عدول إشهاد في سوسة والمنستير وغيرها
وذكر هذا النسب كذلك المرحوم محمود القزاح في كتابه المدخل إلى تاريخ مساكن
والانتساب للأشراف في مساكن شائع لدى بعض المهتمين بالتاريخ في مساكن ولا يلقى 
اهتماما كبيرا لدى عامة الناس 
 ومعلوم أن الانتساب للأشراف أمر شائع في العالم الإسلامي لدى العرب وغير العرب    وإثباته علميا من العسير لأن المنتسبين متعددون في كل مكان



البحث في الأصول عن طريق الحمض النووي

ومن أجل البحث في هذا الأصل بطريقة علمية عمدنا منذ سنة 2007 إلى إجراء بحث في الموضوع باستعمال الحمض النووي وذلك بتحليل الترددات القصيرة والطفرات  أو سنيب في كروموسوم واي
ومعلوم لدى المطلعين على علم الوراثة والبيولوجيا عامة أن كل كائن حي يمتلك حمضا نوويا في نواة كل خلية يورث من الأبوين ويحتوي على كل الصفات الجسمية والجنسية للكائن الحي
يوجد هذا الحمض النووي في كروموسومات أو في الميتوكوندريا المسؤولة عن توليد الطاقة التي يحتاجها الإنسان 
وسنركز في بحثنا هذا على كرورموسوم واي الذي يوجد فقط لدى الذكور ويورث حصريا من الأب وسيتم التطرق لاحقا للحمض النووي للميتوكوندريا الذي يورث حصريا من الام وكذلك إلى باقي الكروموسمات الجسمية التي تورث من الوالدين معا بتناصف
لقد قمنا اعتمادا على شركة تحليل حمض نووي تجارية كائنة بأمريكا وهي فاميلي تري دي نأي  بتحليل الترددات القصيرة لكروموسوم واي لدى عدد من المشاركين أصيلي  مدينة مساكن وينتمون لعائلات مختلفة  وقمنا في مرحلة أخرى بفحص كروموسوم واي والكروموسمومات الجسمية عن طريق شركة أخرى أمريكية من أجل مقارنة النتائج  والتأكد من تطابقها وهي 23أند مي
وكان العدد الأدنى للترددات القصيرة هو 12 وهو العدد الأقل الكفيل بالتنبأ بالسلالة الأبوية الكبرى والتي يرمز لها بحرف لاتيني يتبعه رقم وتسمى السلالة هابلوغروب
وفحصنا لبعض العينات 37 معلما للترددات القصيرة
ولعينات أخرى 67 ترددا
ولعينات أخرى 111 معلما وهو العدد الأقصى
 J2 وبينت كل هذه الفحوص أن جل العينات تنتمي لهابلوغروب
 R1a مع وجود عينتين تنتميان لهابلوغروب
وهي تنتمي لعشيرة الكرامصة
وقمنا في مرحلة ثانية بفحص الطفرات السنيب لتحديد الفرع للهالوغروب
 J2 فوجدنا أن العينات من سلالة
 J2-L24 تننمي كلها للفرع التالي
ومع تقدم تكنولوجيا الفحص خلال السنوات الماضية قمنا بفحص أكثر دقة سنة 2010 لإحدى العينات وهوفحص مكن من اكتشاف طفرتين لأول مرة في كروموسوم وهي
 L192 وبعد فحص عينات أخرى من خارج مساكن تبين أن الطفرة 
موجودة لدى عينات من تركيا والبلدان المجاورة لها وكذلك في بلدان أخرى موزعة في أوراسيا مع غياب تام لحد الآن لعينات حاملة لهذا التحور في كامل القارة الافريقية باستثناء العينات المساكنية في تونس
J2 أما التحور الثاني فوجدناه لدى كل العينات المساكنية من سلالة 
مع غيابه التام خارج هذه المجموعة
 في خريطة غوغل تعين على معرفة الانتشار الجغرافي للسلالة الأبوية التي تنتمي لها مجموعة مساكن J-L192 ونقوم بتتبع كل نتيجة جديدة تنتمي لسلالة 
وبتقدم التكنولوجيا مرة أخرى قمنا بفحص ثلاثة عينات الفحص الأعمق الذي مكن من اكتشاف  عشرات الطفرات الأخرى لأول مرة والتي مكنت من رسم مشجرة أكثر دقة ستعين الأجيال الحالية واللاحقة من تتبع وفهم أصول سكان مساكن الحقيقية بطريقة علمية بحتة بعيدا عن العواطف والحسابات الضيقة وسنننشر تفاصيل النتائج وتحليلها في القريب إن شاء الله



كمال القزاح
تونس في16 أغسطس 2018


الاثنين، 6 أغسطس 2018

واجهات المنازل القديمة في مساكن

 عندما تتجول في الانهج العتيقة لمدينة مساكن ستلاحظ وجود بعض المساكن التي تحتوي على واجهات بأبواب من نمط قديم
نمط ينتمي لعصور مضت لكنه لا يزال صامدا وربما لوقت قصير
فغالب المساكن القديمة في مساكن وفي كل البلاد التونسية تخلت عن ابوابها العتيقة لصالح أبواب عصرية
وقد قمت في يوم من أيام شهر أوت 2018 بجولة صباحية في أزقة مساكن مع رفيقة عمري لممارسة نشاطنا اليومي والتقيت صورا لواجهات لا تزال صامدة وتعبر عن عصر مضى
الباب بالخوخة الخاص بمنطقة الساحل التونسي وإليكم بعض الصور















السبت، 12 مايو 2018

لغتنا

اللغة التي يتكلم بها التونسي في حياته اليومية لغة غير ذات قواعد مقننة ولا يوجد أي مرجع علمي أو قاموس يقع تحيينه دوريا لهذه اللغة كما الحال للغة الفرنسية أو الأنجليزية او الاسبانية أو باقي لغات العالم الكبرى
اللغة التي نتكلم بها يوميا لا هي العربية الفصحى ولا هي الفرنسية
لغة تختلف حسب الشرائح الاجتماعية ومن منطقة لأخرى
لغة تغلب عليها الفرنسية لشرائح تظن نفسها مواكبة للحداثة
لغة مطعمة بعربية فصحى لمن يحلمون بأمجاد العروبة
لغة دارجة موروثة من الأجداد لغالب الشرائح وهي التقطت ما احتاجب إليه من مفردات ومفاهيم من لغات الشعوب التي غزت بلادنا
هي لغة تفتقد للعمق والدقة عندما يتعلق الأمر بالتعبير عن مفاهيم علمية أو عندما نريد التعبير عن ما يختلج في أنفسنا من أحاسيس ومشاعر أو ما يعكر أذهاننا من هواجص ومخاوف
فيلتجيء البعض منا للفرنسية للتعبير عن ذلك أو يلتجئ للتعبير الانفعالي أو الجسماني
هي لغة مشوشة غير مقننة
ونظرا لوجود العلاقة الجدلية بين اللغة والتفكير
لأنه
لا يمكن أن نفكر بعمق دون التمكن من لغة دقيقة
ولا يمكن طبعا التمكن من اليات لغة دون تفكير
نظرا لهذا
تفكيرنا مشوش او هو مشوب بالتشويش الناتج عن القصور في لغتنا
هل نفكر بالفرنسية أم بالعربية
ألا يجب علينا تقنين لغتنا اليومية وتدريسها إلى جانب اللغة العربية؟
لماذا نهمل اللغة التي نتكلمها يوميا مع عائلاتنا وأصدقائنا ومع من نتعامل معه يوميا في حياتنا
اللغة التي نعبر بها عن مشاعرنا مع من نحب
نترك أمر تعلمها للوراثة دون قواعد أو ضوابط كما كان الانسان قبل التاريخ
وفي مقابل ذلك ندرس العربية الفصحى واللغات الأجنبية طبعا لوجود الضرورة لكل منها

من ناحية أخرى لماذا الإصرار المرضي على إبقاء اللغة الفرنسية لغة العلوم والأعمال
أليست هي المفتاح الأهم لإبقاء الاستعمار الفرنسي وضمان ديمومته؟

لماذا لا نعجل بوضع خطة على مراحل لتعويض الفرنسية كلغة ثانية باللغة الفرنسية ؟

من ناحية أخرى
لماذا لا نعمل على تقليص الهوة بين الدارجة والفصحى ؟
عن طريق اصلاح تعليم اللغة العربية في مدارسنا ومعاهدنا
هوة تزداد كل يوم وتساهم في تدهور مستوى المتخرجين من مدارسنا
لماذا لا نستأنس مثلا بتجربة محمد العروسي المطوي في تطويعة للغة العربية ومصالحتها مع الدارجة
أين مساهمة أساتذة اللغة العربية في كل ذلك ؟

كيف نوقف التدمير الشامل الذي تساهم في وسائل الإعلام السمعية والبصرية خاصة من القطاع الخاص والاشهار في التشويه الممنهج للغتنا اليومية والتي يتلقفها الأطفال والشباب بكل سهولة ؟

وللحديث بقية











الاثنين، 2 أبريل 2018

خمسون من الأعوام

خمسون من الأعوام
بعد بضعة أيام
تكتمل
مضت
من عمر
فلنتوقف قليلا تأملا
عسى ننظر
ولو لبرهة من الزمن
نراجع أحداثها
بما فيها
من فرح وحزن
نراجع ما عملنا فيهن من عمل
وما جنيناه في أيامها من فوز
وما كنا نأمل في كسبه ولم نزل
عسانا نراجع ثقة
وهبناها
لناس كنا نظنهم طوال أعوام
أحبابا لنا
فما راعنا الا أنهمو
بانوا لنا من الأعداء لا ريبا
كلما سنحت
لهم فرصة
في نهشنا
لم يتوانوا في انتهازها
فلم يفتؤوا دون توان أو كسل
في غمز ولمز
وقدح ونميمة
وجعلوا جروحا في أنفسنا
ظننا يوما أنها برئت
لكن هيهات هيهات
كلما اقتربنا منهمو
أعادوا الجروح
وزادونا ألما
رغم صفحنا وتجاهلنا
وسكوتنا عنهم في كل مرة
لقد ظنوا سكوتنا عنهم
ضعفا من أنفسنا
لكننا كنا
دوما
نعرف كل ماكانوا
يحيكونه لنا
من دسائس
في غيابنا
فيا نفسي لا تزعجي
فمازال في الجسم قوة
ومازال في العقل شعلة
ومازال في القلب عشق
ولا زال في الكون إلاه لنا مبصر
يجعلنا دوما في ثقة
أننا سنبقى نواصل
المسير في درب أيام العمر
رافعين رؤوسنا
لا نستحي من بشر مثلنا
ولا نطأطئ روسنا لأحد
لأننا لم نطعن في يوم أحدا
طوال
الخمسين من عمرنا
ولكن لن نترك بعد اليوم
طريقا
لأحد يبغي
تكدير صفو عيشنا
ويعيد آرجاع جروح فينا
فقد بلغنا شوطا من عمر
تعلمنا دروسا
تكفي لنا
لمواصلة الطريق
بلا ألمي