اللغة التي يتكلم بها التونسي في حياته اليومية لغة غير ذات قواعد مقننة ولا يوجد أي مرجع علمي أو قاموس يقع تحيينه دوريا لهذه اللغة كما الحال للغة الفرنسية أو الأنجليزية او الاسبانية أو باقي لغات العالم الكبرى
اللغة التي نتكلم بها يوميا لا هي العربية الفصحى ولا هي الفرنسية
لغة تختلف حسب الشرائح الاجتماعية ومن منطقة لأخرى
لغة تغلب عليها الفرنسية لشرائح تظن نفسها مواكبة للحداثة
لغة مطعمة بعربية فصحى لمن يحلمون بأمجاد العروبة
لغة دارجة موروثة من الأجداد لغالب الشرائح وهي التقطت ما احتاجب إليه من مفردات ومفاهيم من لغات الشعوب التي غزت بلادنا
هي لغة تفتقد للعمق والدقة عندما يتعلق الأمر بالتعبير عن مفاهيم علمية أو عندما نريد التعبير عن ما يختلج في أنفسنا من أحاسيس ومشاعر أو ما يعكر أذهاننا من هواجص ومخاوف
فيلتجيء البعض منا للفرنسية للتعبير عن ذلك أو يلتجئ للتعبير الانفعالي أو الجسماني
هي لغة مشوشة غير مقننة
ونظرا لوجود العلاقة الجدلية بين اللغة والتفكير
لأنه
لا يمكن أن نفكر بعمق دون التمكن من لغة دقيقة
ولا يمكن طبعا التمكن من اليات لغة دون تفكير
نظرا لهذا
تفكيرنا مشوش او هو مشوب بالتشويش الناتج عن القصور في لغتنا
هل نفكر بالفرنسية أم بالعربية
ألا يجب علينا تقنين لغتنا اليومية وتدريسها إلى جانب اللغة العربية؟
لماذا نهمل اللغة التي نتكلمها يوميا مع عائلاتنا وأصدقائنا ومع من نتعامل معه يوميا في حياتنا
اللغة التي نعبر بها عن مشاعرنا مع من نحب
نترك أمر تعلمها للوراثة دون قواعد أو ضوابط كما كان الانسان قبل التاريخ
وفي مقابل ذلك ندرس العربية الفصحى واللغات الأجنبية طبعا لوجود الضرورة لكل منها
من ناحية أخرى لماذا الإصرار المرضي على إبقاء اللغة الفرنسية لغة العلوم والأعمال
أليست هي المفتاح الأهم لإبقاء الاستعمار الفرنسي وضمان ديمومته؟
لماذا لا نعجل بوضع خطة على مراحل لتعويض الفرنسية كلغة ثانية باللغة الفرنسية ؟
من ناحية أخرى
لماذا لا نعمل على تقليص الهوة بين الدارجة والفصحى ؟
عن طريق اصلاح تعليم اللغة العربية في مدارسنا ومعاهدنا
هوة تزداد كل يوم وتساهم في تدهور مستوى المتخرجين من مدارسنا
لماذا لا نستأنس مثلا بتجربة محمد العروسي المطوي في تطويعة للغة العربية ومصالحتها مع الدارجة
أين مساهمة أساتذة اللغة العربية في كل ذلك ؟
كيف نوقف التدمير الشامل الذي تساهم في وسائل الإعلام السمعية والبصرية خاصة من القطاع الخاص والاشهار في التشويه الممنهج للغتنا اليومية والتي يتلقفها الأطفال والشباب بكل سهولة ؟
وللحديث بقية